کد مطلب:335820 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:173

ردا علی الإشاعة الخطیرة لعبدالله بن سبأ
لقد كتب الكثیر حول أسطورة عبد الله بن سبأ من خصوم الشیعة وأعدائهم

وأن عبد الله بن سبأ هو الذی روج للشیعة مذهبهم الذی یعتمد علی الوصایة وأن الوصایة مأخوذة من أصل یهودی وبالتالی خرجوا بنتیجة أن التشیع یهودی مصدره هذا الشیخ المسمی عبد الله بن سبأ. وأن ابن سبأ هو الذی دفع الناس وألبها علی عثمان بن عفان عندما قتل. وأن ابن سبأ استطاع بحنكته أن یشوش علی عدد كبیر من الصحابة لیثیروا الفتنة والشغب كما یرید هذا وما جاء به المفكرون والمثقفون السنة من أصحاب الأقلام المأجورة قدیما وحاضرا: والجواب الصحیح عزیزی القارئ: أقول: كل هذه التقولات والأكاذیب من أعداء التشیع قد جاءت للتغطیة علی الحق ولكن مصدر هذه الروایة أو الإشاعة الكاذبة تستند فی أساسها علی ركیزتین: الركیزة الأولی: سیف بن عمر، وتقول عنه كتب التراجم ما یلی بالحرف الواحد: یقول ابن حبان: كان سیف بن عمر یروی الموضوعات وقالوا: إنه كان یضع الحدیث، وأتهم بالزندقة، كما یقول عنه الحاكم النیسابوری: أتهم سیف بالزندقة، وهو بالروایة ساقط، ویقول عنه ابن معین: ضعیف الحدیث فلیس فیه خیر، وقال عنه النسائی صاحب السنن: ضعیف، وقال عنه السیوطی: إنه وضاع، وقال محمد بن طاهر بن علی الهندی عنه: سیف بن عمر متروك، اتهم



[ صفحه 269]



بالوضع والزندقة وكان وضاعا [1] .

الركیزة الثانیة: السری بن یحیی، كما یسمیه الطبری، وهو لیس بالسری بن یحیی الثقة، لأن السری بن یحیی الثقة یكون زمانه أقدم من الطبری فقد توفی سنة 197 ه‍ فی حین ولد الطبری سنة 224 ه‍ فالفرق بینهما سبعة وخمسون عاما، ولا یوجد عند الرواة سری بن یحیی غیره، ولذلك یفترض أهل الجرح والتعدیل أن السری الذی یروی عنه الطبری یجب أن یكون واحدا من اثنین، كل منهما كذاب وهما: السری بن إسماعیل الهمدانی الكوفی، وهو أولهما وثانیهما السری بن عاصم الهمدانی نزیل بغداد المتوفی سنة 258 والذی أدرك ابن جریر الطبری وعاصره أكثر من ثلاثین عاما، وكل من هذین قد كذبه أهل الحدیث، واتهموهما بالوضع، فقد كذبهما صاحب (تهذیب التهذیب) وصاحب (میزان الاعتدال) وصاحب (تذكرة الموضوعات) وصاحب (لسان المیزان) وغیرهم واتهموا كل واحد منهم بالوضع. وقد ذكر النقاد للطبری سبعمائة حدیث وحدیثا واحدا، وهذه الأحادیث تغطی زمن الخلفاء الثلاثة، وأسانید هذه الروایات كلها عن السری الكذاب وعن شعیب المجهول، وعن سیف الوضاع المتهم بالزندقة. ومن تلك الروایات روایة فی عبد الله بن سبأ وسنده عن شعیب وعن سیف بن عمر وكل من كتب من أصحاب الأقلام المأجورة فهو عیال علی الطبری وعنه



[ صفحه 270]



أخذ وإلیه أستند، فعبد الله بن سبأ شخصیة وهمیة مخترعة لا حقیقة لها. وقد ذكر الدكتور طه حسین الأسطورة السبأیة حیث استعرض أولا الصورة التی رسمت لابن سبأ، ثم مزقها بعد تحلیل دقیق وانتهی إلی أن عبد الله بن سبأ شخصیة وهمیة خلقها خصوم الشیعة ودعم رأیه بالأمور التالیة: 1 - إن كل المؤرخین والثقات لم یشیروا إلی قصة عبد الله بن سبأ، ولم یذكروا عنها شیئا. 2 - إن المصدر الوحید عنه هو سیف بن عمر وهو رجل معلوم الكذب ومقطوع بأنه وضاع. 3 - إن الأمور التی أسندت إلی عبد الله بن سبأ تستلزم معجزات خارقة لفرد عادی، كما تستلزم أن یكون المسلمون الذین خدعهم عبد الله بن سبأ وسخرهم لمآربه، وهم ینفذون أهدافه بدون اعتراض، فی منتهی البلاهة والسخف. 4 - عدم وجود تفسیر مقنع لسكوت عثمان وعماله عنه مع ضربهم لغیره من المعارضین كمحمد بن أبی حذیفة ومحمد بن أبی بكر وعمار وغیرهم. 5 - عدم وجود أثر لابن سبأ ولجماعته فی واقعة صفین وفی حرب النهروان وقد انتهی طه حسین إلی القول: إن عبد الله بن سبأ شخص ادخره خصوم الشیعة للشیعة. ولا وجود له فی الخارج [2] .



[ صفحه 271]



وأقول لأصحاب الأقلام المأجورة إن أحادیث الوصایة لیست من موضوعات ابن سبأ، بل جاءت فی كتب السنة: ونذكر بعض الروایات منها: عن ابن المغازلی الشافعی بإسناده عن رسول الله صلی الله علیه وآله: إنه قال صلی الله علیه وآله، (لكل نبی وصی ووارث، وإن وصیی ووارثی علی بن أبی طالب) [3] .

وجاء فی تاریخ دمشق أن النبی صلی الله علیه وآله قال لعلی: (أنت وشیعتك فی الجنة) [4] .

وأیضا أن النبی صلی الله علیه وآله نظر إلی علی فقال صلی الله علیه وآله: (هذا وشیعته هم الفائزون یوم القیامة) [5] .

وروی الحافظ الحاكم الحسكانی (الحنفی) فی ذیل قوله تعالی: (وأولئك هم المفلحون) [6] عن أبی بكر المعمری بإسناده عن عیسی عن عبد الله بن محمد بن عمر بن علی عن أبیه عن جده عن علی بن أبی طالب قال: حدثنی سلمان فقال: یا أبا الحسن كلما أقبلت أنت وأنا عند رسول الله إلا قال: (یا سلمان هذا وحزبه هم المفلحون) [7] .

وفی حدیث آخر یثبت فیه رسول الله من هو وصیه من بعده: (یا علی.. لولا أنی خاتم الأنبیاء لكنت شریكا فی النبوة، فإن لم تكن نبیا



[ صفحه 272]



فإنك وصی نبی ووارثه، بل أنت سید الأوصیاء وإمام الأتقیاء) [8] .

وفی حدیث آخر: عن أبی هریرة عن سلمان قال: قلت یا رسول الله من وصیك؟ فقال صلی الله علیه وآله: (إن وصیی وموضع سری وخیر من أخلفه بعدی علی بن أبی طالب) [9] وعن أم سلمة قالت فی ضمن حدیث طویل: قال رسول الله صلی الله علیه وآله: (إن الله اختار من كل أمة نبیا، واختار لكل نبی وصیا، فأنا نبی هذه الأمة وعلی وصیی فی عترتی وأهل بیتی وأمتی من بعدی) [10] .

وفی حدیث آخر: عن علی بن الحسین عن الحسین بن علی عن علی بن أبی طالب علیهم السلام قال: قال رسول الله صلی الله علیه وآله: (أتانی جبرائیل وقد نشر جناحیه، فإذا فی أحدهما مكتوب: لا إله إلا الله، محمد النبی صلی الله علیه وآله ومكتوب علی الآخر: لا إله إلا الله، علی الوصی) [11] .

ما قاله الباحث المتشیع المصری (سعید أیوب) یكشف عن الحقیقة لماذا عبد الله بن سبأ لم یمزق وحدة المسلمین فی الشام!! ومن الثابت والذی لا خلاف علیه أن القصص وسرد الحكایات كان وجبة أساسیة علی امتداد العهد الأموی، وتحت ظلاله سبوا أمیر المؤمنین علیا فی البیوت والحارات وفی المساجد.



[ صفحه 273]



ولا ندری إذا كان ابن سبأ معروفا لأهل الشام حتی أنهم أخرجوه فلماذا لم یقتله معاویة وهو الذی قتل حجر بن عدی بعد ذلك تحت دعوی أنه خطر علی النظام؟! ثم لماذا لم یبحث عنه معاویة یوم أن جلس علی رقبة الأمة؟ وهو الذی كان یبحث عن المعارضین تحت كل حجر، وأتی بعمرو بن الحمق؟ وقطع رأسه وأهداه إلی زوجته فكان أول رأس أهدی فی الإسلام) [12] .


[1] تهذيب التهذيب لابن حجر: ج 4 - ص 295 نقلا عن (هوية التشيع) للدكتور الوائلي ص 130.

[2] راجع (الفتنة الكبري) طه حسين (فصل ابن سبأ تحت عنوان: ابن السوداء: ج 1 - ص 131.

[3] المناقب: لابن المغازلي: ص 200.

[4] تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي في ترجمة علي بن أبي طالب: ج 2 - ص 345.

[5] تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي في ترجمة علي بن أبي طالب: ج 2 - ص 348.

[6] سورة البقرة: الآية 5.

[7] شواهد النزيل: ج 1 - ص 69.

[8] ينابيع المودة: للقندوزي الحنفي: ج 1 - ص 78.

[9] (مفتاح النجاة) للحافظ البدخشي: ص 94، و (كنز العمال) ج 6 - ص 143.

[10] (المناقب): للخوارزمي الحنفي: ص 90.

[11] المناقب: للخطيب الخوارزمي الحنفي: ص 90.

[12] معالم الفتن - سعيد أيوب: ج 1 - ص 489.